السبت، 5 أغسطس 2017

..إلى أمي

أنا الآن سجين نفسي. روحي تكبّلها القيود وجسدي يُلِمُّ به وهن حارق لا يُبقي ولا يَذَر.. يُراودُني سؤال مقتضاه: لماذا أنا أنا، ولماذا أنا هنا!؟ وفيم ذلك ال "هُمْ" الذي يؤرّقني تعلّقي به، يأبى إلاّ الخروج من ذاته وكُنهه، بحثا عمّا لا يظهر لي إلاّ رأي العين...!؟ بحثا عن أزياء طال بها العهد وتعاقب عليها المريدون، فصارت كالخِرَق الباليهْ. ماذا دهاك يا أنا!!؟
لا الرّكح لي ولا أنا له، أنا رجل الظلّ والظلّ شمسي وبدري وجنّتي.. أقول كلمتي وأمضي إلى غير عودة.. إلى غياب موشك يكاد يحملني إلى نهاية النهايات، خارج المكان والزمان وخارج كلّ المقاييس التي أنتم تعارفتُم عليها وصيّرتمونا لها عاكفين..
يغزوني الآن جيش من أمواج متلاطمة، أشمّ فيها عبق أناي التي كانت وما تزال، عصية عن فهم ما مرّ وما هو آت... يكاد الطفل الذي يسكنني يخرج من سباته العميق، ليكشف عن زيف براءة كانت صنيع اليد التي لا تصفّق... ويكاد الرجل النّاشئ بين ظهرانيّ يطلق العنان لصوته ليصرخ، ويصرخ.. ويصفع ويعنّف ويشتم الطفل الذي كانه قبل برههْ، ويهشّم حجاب الصمت المخيّم على العناصر، ليبدأ الحفل البهيج على أنغام رقص وأهازيج..
سنوقد النّار يا أمّي ونرقص
سيعلم الجمْعُ أنّا هاهنا قاعدون
ولو على الجمر
فلا تملئي الأقدار بالماء البارد
لأنّ ظمأنا مُزْمِنْ
و"بابا عاشور"
على الهدايا، صار مُدْمِنْ
وأنا ما أزال أنا، وإنْ بدوتُ كالشّاردْ
فلا تملئي الأقدار بالماء البارِدْ..

وهُبّي فإنّ الثلج قد يصير نارا.
بقلم: عادل بوحوت 

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي