..نفسي أجهل من نفوسكم أنتُم أعرف مكانا..
ما أكثر ما أخطئُ وأتقوَّلُ على النّاس أشياء ليست منهم
في شيء.. لا بُدّ أنّها لحظات انفعال أدخلتني في دائرة الشكّ المُوجِب للتعرّف،
والمعرفة، والعرفان.. للكشف عن السرّ المودع في مكنونات الأنام، والعلل في تعلُّق
بعضهم بالأعراض، وتسلّل البقية إلى الجواهر سعيا إلى الكمال والتكمُّل والامتزاج
بالروح العُليا التي لا تعرف الفناء..
التعرُّف سبيلي إلى المعرفة، والمعرفة سلم الارتقاء إلى
العرفان... قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. قلت: من لم يعرف الخلق لم يعرف
الخالق. والخلق من الخالق.. قال: نفخت فيك من روحي. قلت: أنا روحك، فأبِحْ لي شقّ
أرواحهم. فإنّي من خطوطها، ورموزها، ورسومها أبتغي وضع ناموس الكمال والتكمّل،
سعيا إليك... فكلّها تحوي نورانيات من قديم نفخك، طال عليها الأمد وليس من ناهل
صفاءها إلاّ من رحمت.. رُحماك يا ذا الذي كما أنت في السرمديّة والبقاء، ما بقي
منّي غير نزر من أنت فأحيني بـ "أنت" وأمِتْنِي بـ "هُم"..
فما "هم" إلاّ أَنَا، وهُوَ، وهِيَ، وهُمَا، وهُمْ، وهُنَّ.. تجلّت في
مهبط خلقك بعد الغواية والشجرة الأولى. كُلّها ضمائر و"أنا" المُضْمَرُ
في "أنت" خَلِّ بيني وبين كلّ الغيوم.
بَـيْـنِـي وبَيْـنَـكَ إِنِّــيٌّ يُنَــازِعُـنِــي فــــارْفَعْ، بلُـطفِــكَ، إنِّــيّ مـنَ
البيْـــنِ
بقلم: عادل بوحوت
0 التعليقات :
إرسال تعليق